حظت دولة مالي الأفريقية بنوع مختلف من التصاميم الهندسية للجوامع و من أهمها الجامع الكبير في جينيه الذي يعد أكبر صرح من الطوب اللبِن في العالم، و يعتبره الخبراء أعظم مثال للمعمار ومن أهم وأبرز معالم القارة السمراء ككل.

وعلى الرغم من أن مالي تضم مساجد أقدم من مسجد جينيه الكبير بشكله الحالي، يظل هذا الأخير أبرز الرموز وأهم المعالم، ليس بالنسبة لجينيه ولمالي فحسب، وإنما للتراث المعماري في أفريقيا ككل، حيث صنفته هيئة «اليونيسكو»، مع المدينة القديمة في جينيه نفسها، "تراثا عالميا" يتوجب على الأسرة الدولية حمايته.

كان الجامع الأصلي أحد أكبر المراكز التعليمية في القارة السمراء خلال القرون الوسطى. كما كانت منطقة جينيه تجتذب آلاف الطلاب من مختلف البقاع الساعين لدراسة علوم القرآن والفقه في مدارس المدينة المتعددة.


وقد طرا على الجامع عدد من التغيرات في تصميمه حيث تم بناء أول مسجد في الموقع في القرن الثالث عشر ، لكن الهيكل الحالي يعود إلى عام 1907
، والجزء الوحيد المتبقي من البناء الأصلي، العائد إلى القرن الثالث عشر، هو المقبرة التي تضم أضرحة القادة المحليين.

يتميز الجامع بالجدران الطينية التي تقي الجامع من الحرارة نهارا و تعمل على تبريده ليلا . و إلى يومنا هذا يشارك يشارك السواد الأعظم من سكان جينيه في صيانة المسجد من آثار الأمطار والشقوق والتي يحدثها تغير درجات والحرارة والرطوبة عبر احتفال سنوي يقام خصيصا لترميم وإصلاح المسجد بالطين.