> تتواجد عدد من الكنائس والكاتدرائيات الكاثوليكية والأرثوذكسية في إمارة أبوظبي وبالتحديد في منطقة مشرف وذلك ليتمكن أخوتنا المقيمين في دولة الإمارات من الديانة المسيحية من أداء شعائرهم الدينية بكل أمن وسلام في دولة ترفع التسامح شعارا وعنوانا لها .

ويتوسط تلك الكنائس مسجد للمسلمين تقام فيه الصلوات الخمس و يحمل اسم سيدتنا العذراء "مريم أم عيسى" عليها السلام. والسيدة مريم بنت عمران أم النبي عيسى عليهم السلام، لهما من المكانة الدينية العظيمة في نفوس المسلمين و المسيحيين ، حيث لا يكتمل إيمان المسلمين من دون الإيمان بجميع الرسل والأنبياء وبمعجزاتهم.

ووجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسم "مريم أم عيسى" عليهما السلام على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة مشرف، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثَّنا عليها ديننا الحنيف وللقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.

والمسجد الذي تم بنائه عام 1985 يحمل العديد من الرسائل للعالم وأهمها أن دولة الإمارات تتيح فرص التقارب بين الأديان الأخرى والطوائف المختلفة من حولنا بحكمة تبتعد كل البعد عن التعصب المذهبي والديني.

يتسع المسجد لـ 1500 مصلٍ، وله 4 مآذن استلهمت فيها العمارة العثمانية، ويتميز المبنى بإبداع معماري، خاصة في تزيين القبة الرئيسية التي تحيط بها 32 نافذة مرصعة بزجاج أزرق وأصفر وأبيض، تعكس إضاءة رائعة خلال النهار في صورة متناغمة للتسامح والتعايش السلمي واحترام الأديان الذي يميز دولة الإمارات منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.