هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو عبد الرحمن الهذلي. صحابي جليل، وفقيه الأمة، حليف بني زهرة وأحد أوائل المهاجرين، حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر بقراءة القرآن. تولى قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان.
كان رجلاً نحيفاً قصيراً شديد الادمة، وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله، ومرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة مِن جبل أُحُد". وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسن الصوت حين يتلو القرآن. وكان إذا هدأت العيون قام فسمع له دويٌ كدوي النحل.
قال ابن مسعود: كنت أرعى غنم عقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله وأبو بكر فقال: "يا غلام هل من لبن؟" قلت: "نعم ولكن مؤتمن". قال: "فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟" (أي لا تدر لبنا)، فأتيته بشاة فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر. قال للضرع: "أقلص" (أي إنضم وأمسك عن إنزال اللبن)، فقلص، قال ابن مسعود: ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا، فقلت: "يا رسول الله علمني من هذا القول"، فمسح رأسي وقال: "يرحمك الله إنك غلام معلم"، فأخذت من فيه (فمه) سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد. ما كاد ابن مسعود يعلن إسلامه حتى بدأ عهدا مع نفسه وهو القرب من رسول الله، فكان كما قال أبو موسى الأشعري لقد رأيت رسول الله وما أرى ابن مسعود إلا من أهله. وقال القاسم بن عبد الرحمن: كان ابن مسعود يلبس رسول الله نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله أن يقوم إلى نعليه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله، وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل، وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه. أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين. أخذ ابن مسعود من في رسول الله سبعين سورة، وكان كثير الشغف بالقرآن حتى عرف بأنه أول من جهر بالقرآن بمكة. وقال: "من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد".
لقد قال فيه علي: "لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة". وقد روى الشيخان في صحيحيهما والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو، إنه قال لما ذكر عنده ابن مسعود، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول "استقرئوا القرآن من أربعة، ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل". ولم يكن عبد الله بن مسعود عالما فحسب بل كان مع العلم والعبادة، فهو القائل "القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن"، وهو القائل "ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".
جثا عبد الله يوم بدر على صدر أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء، فقال رسول الله "من ينظر ما صنع أبو جهل؟"، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء غير أنه لم يمت، فقال له "أنت أبو جهل؟"، ثم حز رأسه وأعلم رسول الله الخبر، فحمد الله تعالى. قال ابن عباس: ما بقي مع رسول الله يوم أحد إلا أربعة أحدهم ابن مسعود.
لم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك، وكان عمر عبد الله بن مسعود يوم توفي بضعا وستين سنة، وقيل بل توفي سنة ثلاث وثلاثين والأول كثر. ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء، فقال ما ترك بعده مثله (أخرجه الثلاثة). توفي بالمدينة ودفن بالبقيع سنة 32 هـ.
كان رجلاً نحيفاً قصيراً شديد الادمة، وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله، ومرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة مِن جبل أُحُد". وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسن الصوت حين يتلو القرآن. وكان إذا هدأت العيون قام فسمع له دويٌ كدوي النحل.
قال ابن مسعود: كنت أرعى غنم عقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله وأبو بكر فقال: "يا غلام هل من لبن؟" قلت: "نعم ولكن مؤتمن". قال: "فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟" (أي لا تدر لبنا)، فأتيته بشاة فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر. قال للضرع: "أقلص" (أي إنضم وأمسك عن إنزال اللبن)، فقلص، قال ابن مسعود: ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا، فقلت: "يا رسول الله علمني من هذا القول"، فمسح رأسي وقال: "يرحمك الله إنك غلام معلم"، فأخذت من فيه (فمه) سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد. ما كاد ابن مسعود يعلن إسلامه حتى بدأ عهدا مع نفسه وهو القرب من رسول الله، فكان كما قال أبو موسى الأشعري لقد رأيت رسول الله وما أرى ابن مسعود إلا من أهله. وقال القاسم بن عبد الرحمن: كان ابن مسعود يلبس رسول الله نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله أن يقوم إلى نعليه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله، وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل، وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه. أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين. أخذ ابن مسعود من في رسول الله سبعين سورة، وكان كثير الشغف بالقرآن حتى عرف بأنه أول من جهر بالقرآن بمكة. وقال: "من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد".
لقد قال فيه علي: "لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة". وقد روى الشيخان في صحيحيهما والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو، إنه قال لما ذكر عنده ابن مسعود، فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول "استقرئوا القرآن من أربعة، ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل". ولم يكن عبد الله بن مسعود عالما فحسب بل كان مع العلم والعبادة، فهو القائل "القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن"، وهو القائل "ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".
جثا عبد الله يوم بدر على صدر أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء، فقال رسول الله "من ينظر ما صنع أبو جهل؟"، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء غير أنه لم يمت، فقال له "أنت أبو جهل؟"، ثم حز رأسه وأعلم رسول الله الخبر، فحمد الله تعالى. قال ابن عباس: ما بقي مع رسول الله يوم أحد إلا أربعة أحدهم ابن مسعود.
لم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك، وكان عمر عبد الله بن مسعود يوم توفي بضعا وستين سنة، وقيل بل توفي سنة ثلاث وثلاثين والأول كثر. ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء، فقال ما ترك بعده مثله (أخرجه الثلاثة). توفي بالمدينة ودفن بالبقيع سنة 32 هـ.