هي الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية، وهي من قبيلة أسلم وقيل رفيدة الأنصارية، واسمها مشتق من الرفد وهو الإعانة والعطاء.

وهبت نفسها لله ورسوله، وكان لها مواقف مشهورة في الدفاع عن العقيدة والذود عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، فكانت تداوي الجرحى في ميادين القتال، وتقوم بأداء واجبها نحو المسلمين في أتم صورة كما كانت لها مكانة ومنزلة عند رسول الله صلى عليه وسلم، حيث كان يُجلها ويحترمها.

بايعت الرسول بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر، وكانت قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة وقد استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى عرف عنها، وعُرفت بين الناس " قاطبة ". ويُطلق عليها "الفدائية" لأنها كانت تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتُسعف المصابين وتُشجِّع المجاهدين.

أما كونها أول طبيبة في الإسلام فليس في ذلك خلاف، فقد ذاع صيتها بين معاصريها في فن الجراحة , أما الأعجب من عمل رفيدة فهو إنفاقها على عملها هذا من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله. فكانت مجاهدة بمالها ونفسها، وكانت في الوقت نفسه قدوة حسنة، وأسوة عظيمة للنساء في هذا الميدان، بعد أن ضربت لهن المثل النبيل ليقتدين بها في ذلك العمل الجليل.